lundi 26 septembre 2016

"بينتكلم 3"
أحداث رمثة حسب الرواية الشفوية بالدويرات كما كتبها عمنا المرحوم الحاج سليمان بن علي عازق في مخطوط حول مساهمة الدويرات في الحركة الوطنية كتبه في 10 مارس 1986:
معركة رمثة – سنة 1915
كان مقررا أن تقع ثورة عارمة من طرف أهالي عمالة تطاوين و كان فريق الدويرات مشارك في هذا القرار بما فيه شيخ التراب و هو المرحوم الحاج علي اللفات الذي وقع عزله من المشيخ ثم وقعت محاكمته و اصدر عليه حكم بالسجن.
كما كان بعض من الاخوان يحضرون في أدوات للعمل المسلح منها تذويب الرصاص و صبه في قالب معد لذلك حتى يصبح حبات من الرصاص يسمى "الثقيل" و يقع استعماله في السلاح الموجود في ذلك الوقت و هو عبارة عن بندقية طويلة تفوق المتران يسمونها مكحلة "ام صوانة" لأنها تستعمل بالصوانة و هي عبارة عن حجارة معينة توجد بالصحراء و هي التي توضع في زناد المكحلة و عند الطلق تحدث الشرار الناري للبارود.
و هؤلاء الإخوان هم المرحومين : علي بن الحاج عازق, عبدالكريم بن الحاج محمد عازق, احمد بن عبدالله بن عمارة, محمد بن احمد المعقلي عازق, سليمان بن يحي عازق و غيرهم.
و كانت الخطة المتفقة عليها في هذا الاجتماع أن يقع تطويق المكان الذي يوجد به سريه من الجنود الفرنسيين و هو مكان يوجد شرقي بلدة تطاوين بنحو 20 ميلا تقريبا يسمونه بير رمثة من جميع الجهات حيث كانت تحيط به بعض الجبال و ذلك يقع في النصف الأخير من الليل حتى لا يقع التفطن اليهم و في الصباح الباكر عندما تتضح الرؤيا يقع الهجوم المسلح على الجنود غير انه كان اثناء الاجتماع حاضر معهم شخص اسمه xxxx مخازني تظاهر و انه داخل معاهم في هذا العمل و عندما انتهى الاجتماع اتصل بالسلط الفرنسية في مركز تطاوين و اعلمهم بما وقع فوقع اعلام الجنود الموجودين في بير رمثة فأخذوا اكثر احتياطاتهم في ذلك الليل حيث حفروا خندقا يحيط بالبير من كل جوانبه و تحصنوا داخله و في الصباح عندما وقع الهجوم من طرق المقاومين الذين كانوا يطلقون النار من أسلحتهم ومن مواقعهم المرتفعة على مواقع الجنود أي على الخيام المنتصبة هناك "قواطن" ظانين أن الجنود مازالوا داخلهم غير ان الجنود وقع اعلامهم بالخطة فتحصنوا بالخندق الذي حفروه ليلا حول البير فكانوا يطلقون النار من موقعهم الأمين فيصيبون رجال المقاومة و هم يتقدمون نحوهم و لم يتفطنوا لهذه الخطة الا عندما اقتربوا من المكان و اتضحت الرؤيا أكثر بطلوع الشمس و نتيجة لذلك سقط كثير من رجال المقاومة ثم انسحب الباقون عندما نفد ما لديهم من ذخيرة.
و اثر ذلك جندت السلط الفرنسية قوة هائلة مدججة بالأسلحة منها الأسلحة الثقيلة مثل المدافع و أخذت في مهاجمة الأهالي في قراهم و مداشرهم و ضربهم بالقنابل المدفعية مثل قصر أولاد دباب الذي خربته و كانت الإيقافات و التتبعات العدلية و المحاكمات و السجون مما جر كثير من الرجال و حتى العائلات الى القطر الليبي الشقيق فرارا من بطش السلط و خاصة فريق أولاد شهيدة الذي مكان المعركة كان في موطنهم و كذلك فريق أولاد دباب.


قبل الكلام :
Télégramme au Résident Général adressé par le Commandant militaire de Medenine le 8-11-1915
Vous propose après avis conforme Colonel commandant militaire et Lieutenant Colonel Chef service prononcer :
1-0 Révocation et envoi à Tunis du Cheikh de Douiret  Si Ali Ben Mohamed Ben Belgacem Laffet  Chevalier du Nichan Iftikhar pour association étroite et complicité avec chefs Ouled Debbab rebelles.
2-0 Révocation Cheikh de Chenini Si Messaoud Ben Moussa Ben Messaoud Chevalier Nichan Iftikhar pour association de biens et relations continues avec Chefs Ouled Debbab rebelles.
3-0 Licenciement Cheikh de Djellidett Tataouine Si Ahmed Ben Hassen Ben El Haj Ali Chevalier du Nichan Iftikhar qui vieux et incapable n’a pu assurer son service et dont les deux fils sont passés aux revoltés.

هذه البرقية التي أرسلها القائد العسكري و رئيس قسم الشؤون الأهلية بمدنين للمقيم العام الفرنسي يوم 8-11-1915 تلخص بعض العقوبات التي نالها مشايخ الدويرات و شنني وجليدات تطاوين بعد اكتشاف علاقتهم بمشايخ أولاد دباب الثائرين. و مشايخ أولاد دباب المعنيين هما الشيخ علي بن محمد بن عبداللطيف و شقيقه سعيد بن عبداللطيف اللذان اعتبرتهما فرنسا معية الشيخ عمر بن بلقاسم لبيض شيخ الكراشوة 
زعماء ثورة الوطْن سنتي 1915-1916.


  
La version française de la bataille de Remtha 25-26 septembre 1915 :



بينتكلم 

استحضرت صورة عمي بلقاسم بم محمد بن الحاج علي اللفات رحمه الله و هو يحاول أن ينفض الغبار عن سيرة جده البطل  
المرحوم الشيخ الحاج علي بن محمد بن بلقاسم اللفات شيخ الدويرات عند اندلاع "ثورة الوطْن" سنة  1916 و التي دفع فيها ثمنا باهظا ... و على الرغم من أنني اخترت عدم الكتابة في التاريخ الحديث لعدة أسباب الا أنني سبق أن وعدت المرحوم عمي بلقاسم في حياته أن أساعده على التعريف بما فعل جده المرحوم الحاج علي اللفات و لهذا السبب ...بينتكلم

لماذا الكلام الآن ؟
تصادف يوم 25 سبتمبر 2016 الذكرى المائوية لمعركة بير رمثة و هي التي أعطت 
إشارة الإنطلاق لإنتفاضة مسلحة ميدانها كل "الوطْن" أي تقريبا ولاية تطاوين الحالية ... و على الرغم من مرور قرن على هذه الأحداث فإن الغموض مازال يلفها و لم يكتب لمن شاركوا فيها و ضحوا بحياتهم و أموالهم أن يذكرهم أحفادهم بما يليق بهم و كل ما فعله اللاحقون هو توظيف رخيص و مفضوح لغايات مشبوهة ... من ساهم؟ و من سلح؟ و من أطر؟ و من باع؟ و من اشترى ؟ كلها تفاصيل غامضة ... و لهذا السبب ...بينتكلم


"بينتكلم" هي سلسلة وثائقية سأنشر من خلالها بعض الوثائق المتعلقة بالتاريخ المعاصر لتطاوين. و هي وثائق جمعت أغلبها من مؤسسة الأرشيف الوطني  و قد رأيت أنه من الأجدى أن أضعها على ذمة المهتمين من أبناء الوطْن (تطاوين) خاصة و الوطن (تونس) عموما. هي محاولة للتوثيق قبل كل شيئ و لست مختصا في التاريخ حتى أقدم نظريات أو أطروحات ... فللقارئ حرية استنتاج ما يراه من خلال 
قراءته.

لماذا "بينتكلم" ؟

أولا: لأنه آن الأوان لطرح نظرة أخرى على تاريخنا المحلي غير النظرة الشعبية المليئة بالأساطير و البطولات ... لا أدعي الموضوعية فكل شيئ نسبي و انا أنطلق من تراث خاص تأثرت به و لا أعتقد أنه لن يؤثر في ما سأكتبه .
ثانيا: عرفت تطاوين حوادث كثيرة منذ دخول القوات الفرنسية الى الآن و شارك أهلها في جل الحوادث التي عرفتها البلاد سواء في تطاوين او في تونس (حوادث الجلاز 1911 ثورة 15-16, حوادث 9 افريل 1938, مجموعة عمار بالسنون 1941, معارك زارت و آقري و غار الجاني 1956, معركة رمادة و فور سان 1958 ) و مع هذا لا نملك الى الآن سجلا يؤرخ لهذه الحوادث و يحصي أسماء الشهداء و الجرحى و حتى اللوحات التذكارية المقامة في رمادة و رمثة لا توحي باحترام تضحيات من شاركوا في هذه الوقائع التاريخية.


     
 
Site Meter